منتديات زاخــو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من ينقذ العراق ومسيحييه؟

اذهب الى الأسفل

njma من ينقذ العراق ومسيحييه؟

مُساهمة  Dmo3_Alward الإثنين أكتوبر 20, 2008 3:56 pm



من ينقذ العراق ومسيحييه؟

--------------------------------------------------------------------------------
عمر كوش

تأتي الأخبار من العراق المحتل محملة بالدم والقتل والتهجير والترويع، ويطال القتل والتهجير، هذه المرة، مكوّناً أساسياً من مكونات الشعب العراقي، وهم المسيحيون أو النصارى، حيث نالت التفجيرات والهجمات المسلحة من العديد من الكنائس والأديرة والمعابد القديمة والمنازل في الموصل، مع غياب أي مؤشر دقيق عن المسؤولين عن تلك المجازر والتفجيرات. وسبق للمجرمين أن اختطفوا في الموصل المطران مار فرج رحو، رئيس أساقفة الكلدان في شهر مارس (آذار ) 2008 ثم قتلوه، ولم يتم الكشف عن القتلة، على الرغم من المطالبات والدعوات العديدة التي لم تلق أية استجابة من طرف الأميركيين والمتعاونين معهم من العراقيين. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الأقليات الدينية إلى القتل والترويع بقصد تهجيرها وتشريدها، فالهجرة القسرية جعلت نسبة المسيحيين العراقيين تنخفض حسب التقارير الدولية، من 10في المئة قبل الغزو الأميركي لتصبح 4 في المئة فقط في أيامنا هذه. ويبدو أن المسؤولين عن القتل والمجازر يريدون القضاء على هذه النسبة البسيطة، وتحويلها إلى الدرجة صفر بعدما تمكنوا من تحويل العراق إلى ما دون درجة الصفر، إلى جانب خطر الانقراض الديموغرافي الذي يطال المسيحيين في الشرق العربي منذ سنين طويلة، ولأسباب عديدة. وتشير التقارير الواردة من العراق إلى أن معاناة الأقليات الدينية قد زادت كثيراً بعد الغزو الأميركي، فطال القتل والقمع والملاحقات الصابئة المندائيين في جنوب العراق، وطال المسيحيين من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن في بغداد والشمال، وطال كذلك اليزيديين وسواهم. ويبدو أن هنالك مخططاً لتهجير هذه الأقليات، عبر قتلهم وتهديدهم بالقتل، الأمر الذي جعل مئات آلاف المسيحيين يغادرون أرض العراق قسراً، وغادرتها أيضاً أعداد كبيرة من الصابئة المندائيين، بعد تعرضهم إلى سلسلة من أعمال القتل والاختطاف والتكفير، فنقص عددهم من 65 ألف شخص العام 2003 إلى حوالي 500 3 شخص في أيامنا هذه.

ويشهد التاريخ على أن المسيحيين في بلاد الرافدين كانوا مواطنين أصيلين، وجذورهم تمتد إلى الشعوب التي ساهمت في بناء الحضارة في هذه المنطقة، وبنت مجداً مكللاً للصرح الثقافي الذي نتغنى به حتى يومنا هذا. وبقيت عطاءاتهم متواصلة عبر العصور والأجيال، ولا يحتاج العالم إلى شهادة جديدة تُعطى لهم، لتؤكد أصالتهم وعراقتهم. فالمنطقة بأوابدها، وآثارها، ولغاتها القديمة، وشواهدها التاريخية، ومصادر التاريخ عندها، تثبت أنهم جزء من هذا النسيج الوطني الذي يمثل الفسيفساء التي ترصع به جبين أرض العراق.

غير أن الأمر اختلف بعد غزو العراق واحتلاله، حيث نزحت أعداد كبيرة منهم إلى الدول المجاورة، وتسنى للكثيرين أن يهاجروا إلى ما وراء البحار تاركين وراءهم بأسف وحسرة تراث آبائهم لأكثر من عشرين قرناً. وتعتبر هجرة المسيحيين العراقيين كارثة بالنسبة إلى مفهوم العيش المشترك والإخاء الديني في الشرق العربي الذي عرف كل معاني الوحدة الوطنية أثناء الاحتلالات، وفي مختلف مراحل التاريخ قديماً وحديثاً.

لقد اعتمد الاحتلال الأميركي خطابا تقسيميا وتفتيتيا، فقسم العراق إلى مكونات ثلاثة، شيعة وسنة وأكراد، فتراجع مبدأ المواطنة وتسيّد منطق الطوائف والمحاصصة والاستزلام، وغاب الخطاب الوطني لصالح خطاب الانقسام المذهبي والإثني، وجرى إهمال حقوق الأقليات الصغيرة، التي وجدت نفسها في وضع حرج، وتتقاذفها مصالح «الأكثريات» الطائفية والإثنية، وراحت القيادات السياسية الكردية تنفذ رغبها في توسيع حدود الإقليم الذي تريده للأكراد، ويوجهها هاجس بناء كيان مستقل داخل العراق، وما يستتبع ذلك من أولويات ومصالح، فيما انقسمت المكونات العربية على نفسها مذهبياً ومناطقياً وسياسياً، فحكم على مسألة الأقليات الصغيرة كمسألة ثانوية، فيما اقتسم المتعاونون مع الاحتلال الأميركي الحكومة العراقية وسائر المناصب السياسية، فضلاً عن اقتسام ما تبقى من الثروات الطبيعية، لكن تهميش الأقليات الدينية الصغيرة تحوّل إلى أعمال قتل وتهجير وترويع من دون كشف الأسباب الدافعة لهذه الأعمال الإجرامية، فمن سينقذ نصارى العراق وصابئته من كل هذه الأعمال؟

تاريخ نشر الخبر : 19/10/2008

نقلا عن
http://coptreal.com/ShowSubject.aspx?SID=11909
Dmo3_Alward
Dmo3_Alward
عضو
عضو

المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 18/10/2008
العمر : 33

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى