منتديات زاخــو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بين البحر والبر

اذهب الى الأسفل

njma بين البحر والبر

مُساهمة  Sanatiya الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:25 pm

بين البحر والبر
قصة اقرب للخيال من الواقع
=============================
كنت اعمل ملاحا في احدى السفن الشراعية والتي كان عملنا فيها هو نقل البضائع من بلد الى بلد آخر وتحت امرة التجار وهم اصحاب السفينة واصحاب البضائع ومهمتنا هي التحميل والتنزيل هذا بالاضافة الى حراسة السفينة من اللصوص في البحار وهم ما يسمون((القراصنة))

وعادة تكون الرحلات البحرية بعيدة جدا بحكم بعد البلاد والاقطار التي يجب نقل البضائع التجارية اليها ومنها ...... ومن الطبيعي انه كلما بعدت تلك المناطق عن بعضها كلما ازداد الخطر علينا وعلى البضاعة سواءا من قبل القراصنه او الاحوال الجوية من اعصارات وامواج عارمة .... وخاصة في قلب المحيطات الواسعة التي يكثر فيها التيارات البحرية الهائجة والتي تبتلع السفن بانيابها الشرسة

ولم تكن الرحلات التي كنا نقوم بها خالية من المخاطر التي ذكرتها مسبقا وكان ضحيتها الكثير من البضائع والملاحين ... والتي دفعوا حياتهم ثمن لقمة العيش التي تركوا اهلهم بحثا وراءها ولم يجدوها

وفي أحد الايام خرجنا في رحلة الى احد البلا البعيــــــــــــــــــدة والتي لم يسبق لنا السفر اليها الا قبطان السفينة وهو الوحيد الذي سبق له السفر الى تلك البلاد البعيدة .... كانت لدينا مجموعة كبيرة من البضائع الثمينة وعددنا حوالي((23)) ملاحا بما فينا القبطان
ذهبت لاودع امي وزوجتي وولدي وابنتي .. وقبلت راس والدتي واوصيت زوجتي خيرا بامي واولادي والجيران.

تحركت السفينة بمشيئة الله تعالى نحو تلك البلاد التي لا نعرف عنها سوى اسمها ... ولا اخفيكم رغم انني اعمل في الملاحة منذ 14 عاما ولكني وجدت في نفسي شيئا من الخوف والقلق مالم اجده في الرحلات السابقة ((سبحان الله)) .... بدأت اذكر ادعية السفر التي اعتدت عليها في كل رحلة وادعي الله ان يرجعنا بالسلامه الى اهلينا اللذين ينتضرون عودتنا كما ينتظر الضمأن في الصحراء بماذا يرجع الدلو من عمق البئر

قضينا في قلب المحيط 17 يوما طبيعيا **ائر الايام التي كنا نسافر فيها الى البلاد البعيدة

وفي اليوم الثامن عشر من الرحلة المشئومة مرض قبطان السفينة مرضا شديدا واصيب بالحمى واصبح طريح الفراش.... انها مصيبة ... كل طاقم السفينة يرددون هذه الجمله ..... ماذا لو ؟؟؟؟ ... حقا سوف تكون كارثة ... هو الوحيد الذي يعرف جهة تلك البلاد وهو الوحيد الذي شبق له السفر اليها ....
وبعد مضي اسبوع ازدادت حرارة القبطان وزداد عليه المرض حتى انه لم يقدر على الكلام .... وفيما نحن جالسين ليلا في السفينة نتحدث عن اهلنا وعن ظروف الحياة التي ابعدتنا عنهم وعن مرض القبطان وخطورة عواقبه على السفينه والملاحين........ واذا بالقبطان يمشي ويقترب منا واذا هو بصحة وعافية (فرحنا فرحا كثير ) ولم نعلم ان بعد هذا الفرح حزن طويل؟؟؟؟؟
جلسنا مع القبطان نتحدث عن تلك البلاد وعن سكانها وعن تضاريسها الجميله وفي اواخر الليل ذهب القبطان للنوم وترك مساعده يقود السفينه ونام بعض الملاحه اللذين يبدأ عملهم نهارا

وفي صباح اليوم التالي كنت على وشك النوم لانني تعب من سهر البارحة ومن حراسة السفينة واذا بصوت احد الملاحه ينادي .... مات القبطان مات القبطان .... القبطان لا يتحرك من فراشه الحقوا عليه
هرعت لما سمعت الخبر وذهبت الى فراش القبطان واذا بالمفاجأه .... القبطان لا يتحرك كالخشبه

انها كارثة حقيقية .... ما العمل الآن ماذا نفعل كيف نستطيع الوصول الى تلك البلاد التي لا نعرفها

وبعد ان قمنا بالصلاة على القبطان وقمنا بإلقائه في المحيط خوفا من ان يتعفن في السفينه ... اجتمعنا مع مساعد القبطان وبدأ يتحدث الينا وهو اكثرنا تأثرا بموت صاحبه واحساسة بالمسؤلية تجاه المشكلة والمصيبة التي نحن فيها
بعض الملاحة اشار الى ان نرجع من حيث سرنا ... ونعود الى بلادنا التي نعرف طريقها واتجاهها .. وبذلك نحمي البضاعة ولا نغامر بالمجهول
والبعض الاخر راى ان نكمل مسيرتنا فقد نصل الى اي بلد نسألهم عن تلك البلاد وقد يرشدونا اليها ونصل اليها وتنتهي هذه المشكله
وتركنا الراي للمساعد الذي فضل استمرارنا في الرحلة المجهوله واخذ برأي الفريق الثاني.... واكملنا رحلتنا في قلب المحيط

وفي احدى اليالي الباردة والقارصة البرودة احسسنا بهدوء غير مألوف في البحر حتى ان السفينة توقفت عن المسير ...... واستغربنا ذلك الهدوء .... وبعد ساعات قليلة واذا بالهواء يتحرك من جديد ولكن هذه المرة بسرعة شديدة ..... الله اكبر انه اعصار بحري..... انها عاصفه ..... واذا بالسفينة تهتز من قوة الهواء والريح وبدات الأمواج تلطم السفينة من هنا وهناك ونحن في وسطها كالدمى الصغيرة لا ندري ما ذا نفعل وبعد قليل حدثت الكارثه الكبرى .... اعصار لم يشهد له مثيل يهز السفينه ونحن مع كل هزه نقول... يارب سترك يارب سلم يارب سلم .... لا اله الا الله ..... يارب انا نلجأ اليك في هذا اليوم العصيب ... والاعصار يزداد

حتى جاءت الساعة الموعودة واذا بموج هائل يلطم السفينه حتى مزقها تمزيقا.... وقذف بها في اعماق المحيط قطعا خشبية صغيرة

وبعد مدة لا اعرف مقدارها .......... واذا برجلين يجلساني من النوم ... فقمت فزعا واذا بهما يبكيان ... وعندما امعنت النظر بهما واذا هم من اصحابي في السفينه قام الموج بمشيئة الله وحوله وقدرته بحذفنا في محيط الجزيرة ... فاخذت ابكي معهم على ماجرى لاخوتنا في السفينة وحمدنا الله على سلامتنا

وسرنا على الشاطئ واذا بي ارى شيئا على الشاطي واسرعنا اليه واذا بهم اربعة من اصحابنا جرى لهم مثل الذي جرى لنا وقمنا بسحبهم الى اليابس واخذنا نطببهم وبعد مده افاقوا من غيبوبتهم واذا بنا سبعة اشخاص في جزيرة غريبة لا نعرف عنها شيئا ... فقمنا بالدخول الى الادغال الكثيفة داخل الجزيرة المليئة بالوحوش الضارية والثعابين والحشرات السامة ... وبعد ان جمعنا الطعام واكلنا ما قسم الله لنا من فواكة وجوز الهند .... واذا بنا نسمع صوت يمشي على الحشائش فظننا انه وحش مفترس ولكن بعد لحظات واذا هما رجلان يتكلمان بنفس لغتنا واذا بأحد اصحابنا يصيح انهما فلان وفلان اقسم بالله هذا صوتهما ... وعندما سمعاه الرجلان قاما بالاقتراب منا وعندما ظهرا من بين الشجيرات والحشائش واذا هما من اصحابنا في السفينة حدث لهما مثل ما حدث لنا فسلمنا عليهما واصبحنا تسعة رجال

جلسنا نتحدث عن السفينة والايام السالفة والاعصار وموت القبطان وغيرها من الامور التي حدثت لنا في المحيط

وعندما جن علينا الليل شعرنا بالخوف .... كيف نستطيع النوم في هذه الغابة المليئة بالوحوش والقوارص واخذنا نسطف جنبا الى جنب ونمنا
وفي اليوم التالي واذا بالمفاجأة الهائله والمصيبة السوداء .... جلسنا من النوم ولم نجد احد اصحابنا في مكانه ... بحثنا عنه في كل مكان فلم نجده حتى جاء المغرب ونحن لم ناكل اي شئ نبحث عن صاحبنا .. فقلنا لعله ذهب واضل الطريق... والبعض قال انه مات وافترسه وحش
وفي الليل قمنا بالنوم وفي اليوم التالي واذا باحدنا غير موجود في مكانه واختفى تماما .... واخذ الخوف يملؤنا والرعب يدب بيننا ونحن نتساءل ما هو السبب, اين اختفى, كيف ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

لا اريد ان اطيل عليكم بعد سبعة ايام لم نبقى الا انا واحد اصحاب السفينة (؟؟؟؟؟؟؟؟؟) واخذ الخوف والرعب والقلق منا ما اخذ .... ونحن نتوقع ان كلا منا سوف يختفي صباح اليوم التالي وندعو الله ان يستر علينا وان يحمينا من شر ما خلق
انها المصيبة الحقيقية وعند طلوع الفجر قمت كي اصلي واذا بصاحبي ليس بجني ..... فأصبت بجنون ... نعم اصبحت مجنونا .... واخذت اركض دون عقل حتى كاد يتوقف قلبي من الفزع ...... اخذت اركض من الفجر حتى قربت الشمس على الغياب وانا في غير صوابي ..... وعندما جن علي الليل واذا بي ابكي وابكي وابكي وابكي ...... وتمنيت لو اني غرقت مع من غرق بالسفينه
واذا بصوت يناديني .... لعله ملك.... قل يا من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء .... يا من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء (ثلاثا) ... فعندها اصبت بصاعقة لهول ما ارى ... ومن خوفي وهولي قلت تلك الكلمات وانا اتضرع لله تعالى واشكو اليه ضعف قوتي وقلة حيليتي ... وتوكلت على الله ... وتسلقت شجرة جوز عالية جدا وهممت ولم تغمض عيناي من الخوف..... في آخر الليل واذا بصوت لم استطيع تمييزه يقترب من الشجرة وعندما نظرت اسفل الشجرة واذا هو حيوان غريب الشكل تخج من فمه لهبا ونارا يريد ان يسقط الشجره .... فعندها ايقنت ان هذا سر اختفاء اصحابي الثمانية ونظرت مرة اخرى فلم اجده ونظرة اخرى فاذا هو مستقر في مكانه..... فتوقعت حينها انه من الجن .... دعوت الله بما دعوته سابقا فاختفى الحيوان ولم اره ثانيا
وفي الصباح نزلت من الشجرة واذا بها محترقة من اسفل .... بسبب ذلك الحيوان الجني .... فنزلت مسرعا وكنت من الجوع اكل العشب والحشائش
وابتعدت كثيرا عن ذلك المكان الذي كنت فيه .. واصبحت في تلك الغابه كالحيوانات الاخرى وصنعت سلاحا ادافع فيه عن نفسي واصطاد الحيوانات للاكل
وفي يوم ما خرجت من كوخي الصغير الذي صنعته لنفسي خرجت للصيد وفي اثناء عودتي واذا بي ارى انسانا نصفه اسود والنصف الثاني ابيض وعندما اقتربت منه فر مسرعا ودخل في غار كبير جدا ولم يخرج ... ولم ادخل خلفه خوفا من المجهول ..... فأخذت افكر ماهذا المخلوق ربما يكون من الجن وكيف اسود وابيض... واخذت اياما اتردد على هذا المكان وهو اذا رآني يسرع بالدخول خوفا مني فاخذت اقترب اليه شيئا فشيئا واعطيه الطعام من بعيد وبعد مرور مدة طويله استطعت الوصول اليه من قريب.... واذ هي فتاة اراها تغطي نصفها شعر رأسها والنصف الاخر من جسمها لا يغطية شي

وبعد مده اعطيتها الطعام يدا بيد ولم امسك بها خوفا من ان تهرب .... وفي يوم من الايام اعطيتها الطعام ولم تهرب مني ابدا ولكن لا تعرف كلامي ولا اعرف كلامها
مرت الايام وتعلمت مني بعض الكلام . فأحببتها واحبتني .. وتزوجتها .... وبعد مده رزقنا الله بمولود

اخذنا نفكر كيف نخرج من الغابه ..... فاقترحت علي صنع قارب من الشجر الكبير ..... وفعلا قمنا بصناعة القارب ..... وجهزنا امتعتنا وهممنا بالخروج من الجزيرة

وعندما ركبا القارب وهو مربوط على الشاطئ ..... جاءت ريح عاصفه واخذت القارب قبل ان اركب معهم ولم استطع اللحاق بهما لانهما دخلات في جوف البحر
اصبت بكارثة حقيقة انهما زوجتي وولدي ..... ما ذا افعل .... اخذت ابكي حتى اسودت عيناي من الاسى والحزن ..... سبحان الله في تلك اللحظة تذكرت قول ذلك الملك .... يامن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء.... فدعوة الله بها كثير مئات المرات وانحلت قواي وغلبني النوم .... وعندما غرقت في النوم حلمت برجل له جناحان يقول لي اركب على جناحي لاوصلك لزوجتك وولدك فركبت .... سبحان الله .... وما احسست الا وزوجتي تجلسني من النوم وهي تبكي وعندما جلست من النوم واذا بي بين زوجتي وولدي .... فحمدت الله حمدا كثيرا على نعمته وفضله .... فسبحان الله رب العالمين

منقول
Sanatiya
Sanatiya
المدير العام
المدير العام

المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 17/10/2008
الموقع : السويد

https://melad.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى