كويسنجق

IK.Alsanaty الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:56 pm

كويسنجق او تسمى غالبا( كويه ) المدينة الجميلة المشهورة فى كردستان العراق و تقع في نصف الطريق بين ثلاث محافظات كردستانية هى اربيل و السليمانية و كركوك , يحدها من الشمال جبل باواجى الشهير و من الشرق جبل هيبت السلطان و فى جنوبها و شرقها مفتوحة على سهل فسيح يدعى سهل كويسنجق .

كانت هذه المدينة قديما محاطة بسور كبير له اربعة ابواب . أن اكثرية سكان هذه المدينة هم من المسلمين السنة ,و توجد فيهاأيضا اقلية مسيحية تعيش منذ القدم بود و وئام مع المسلمين و تشاركهم فى السراء و الضراء .

يتراوح عدد مسيحيي كويسنجق في الوقت الحاضر ما بين 35-40 عائلة ، و كان العدداكثر بكثير قبل أندلاع الثورة الكردية عام 1961 . و قد أجبرت الظروف السياسية و المعاشية الصعبة أنذاك الكثير منهم الى الهجرة الى بغداد و كركوك و ناحية عنكاوا المسيحية فى اربيل .

و كانت اكثرية العوائل المسيحية سابقا تسكن بجوار و حول الكنيسة الواقعة فى حى بفرقندى المسمى ( بحى المسيحين ) و لكنهم أنتقلوا أيضا الى الأحياء الأخرى كالجمعية و سرباغ .
و قد أمتهن القسم الأعظم من مسيحيي كويي ، على مر الزمن و أسوة ببقية المسيحيين فى كردستان ، الأعمال اليدوية كالغزل و الحياكة بالأضافة الى الزراعة و تربية المواشي , و لكن ، و مباشرة مع فتح أولى المدارس أبوابها فى كويسنجق فى العشرينات من القرن الماضي ادخل العديد منهم أولادهم و بناتهم الى المدارس ، فتخرج منهم معلمين اكفاء من الجيل الاول من المعلمين فى كويسنجق امثال الاستاذ ( حنا انطوان . جبار عبدالكريم , اندراوس هرمز و غيرهم ) . آما الأن فان الأكثرية المسيحية فى كويسنجق هي من الموظفين فى دوائر الدولة ، بينهم مدرسين و معلمين و مهندسين و مهندسات و دكاترة و غيرهم و هم مخلصون فى أداء واجباتهم و يحضون بأحترام و تقدير كبيرين لدى أهالي المدينة و المسؤولين فيها .
يرجع اصل مسيحيي كويسنجق تأريخيا الى قرى هيران و نازنين الواقعتين في ما تسمى حاليا ب( دولي خوشناوتي ) والأكثرية نزحت من قرية( ارموطة) ، القرية المسيحية المجاورة لكويسنجق .
لقد انتشرت المسيحية في منطقة كويسنجق منذ قرون الأولى و هناك شواهد كثيرة تؤكد ذلك . فالمنطقة كانت مسكونة قديما بمسيحين كثيرين لغاية الفتوحات الاسلامية ، فها على سبيل المثال و لا الحصر صرح ( مربينة قديشة ) الواقع على بعد 5 كيلومترات من كويسنجق و الذي يشير بجلاء الى ذلك , و كذلك هناك قرى باسماءها المسيحية مثل قرية ( كليسة ) . و لكن و رغم الفتوحات ألاسلامية و الظروف الصعبة التي خلفتها فقد صمدت العوائل المسيحية بوجهها و بوجه الكوارث الطبيعية و خاصة الطاعون الذي اودى بحياة عدد غير قليل من المسيحين فى ارموطة و كويسنجق .

و لمسيحي كويسنجق تقاليدهم و شعائرهم الدينية الخاصة يمارسونها بكل حرية فى كنيستهم التي كانت فى البدء كنيسة من غرفة واحدة فى نفس الموقع الحالي و لكن فى 23/9/1923 انشاءت الكنيسة الحالية على طراز الكنائس الاخرى في المنطقة وكانت كنيسة كويسنجق قديما تتبع لابريشية كركوك الكاثوليكية لحد إنشاء ابريشية حدياب ( اربيل ) حيث اصبحت احدى خورنتها .

خدم فى كنيسة كويسنجق قساوسة كثيرين مثل الاب المرحوم بولص عجمايا والاب كوركيس من اهالى كويسنجق و منذ 1957 خدم هذه الكنيسة قساوسة و رهبان الهرمزدية مثل الاب سليمان شمند و الاب اسحق و الاب متى كوسا الراهب الذى خدم بحق الجماعة بكل اخلاص و تفانى.

تم ترميم الكنيسة و توسيعها على حساب الحكومة العراقية في المرة الاولى و بعد انتفاضة 1991 كردستان و تحريرها من يد نظام صدام المجرم خصصت حكومة اقليم كردستان فى السليمانية مبلغا قدرها 62000 الف دينار سويسرى لغرض تعمير الكنيسة فقامت الجماعة بتغليف جدران الكنيسة بطابوق و صب باحتها و فرش داخل الكنيسة بالكاشى و غير ذلك من التعميرات ,

و فى سنة 2002-2003 خصصت حكومة اقليم كردستان / سليمانية بعد عملية تحرير العراق مبلغا قدره 50000$ دولار امريكى لغرض جعل الكنيسة تليق بمكانتها كصرح مسيحي في هذه المنطقة .لقد تم توسيع قاعة الاستقبال و بني دار لائق و قاعة المناسبات يستفادون منها القس و ألاخوات الراهبات الذين يزورون كويسنجق فى الصيف و يقومون بتدريس طلاب التناول و خاصة أخوات القلب الأقدس و تم كذلك صبغ الكنيسة و بناء مذبح جديد فيها .
اذ اننا نكتب هذا الملخص عن كويسنجق و مسيحييها لا يسعنا الا ان نشكر حكومة اقليم كردستان التى بين الحين و الأخر تزود كنيستنا بأموال لغرض إكمال النواقص فيها.