الرياض تحاكم 1000 مشتبه وحقوق الإنسان تطالب بمحاكمة علنية وعادلة

IK.Alsanaty الأربعاء أكتوبر 22, 2008 4:07 pm

الرياض تحاكم 1000 مشتبه وحقوق الإنسان تطالب بمحاكمة علنية وعادلة

أعلنت المملكة العربية السعودية الثلاثاء أنها ستبدأ بمحاكمة حوالي 1000 مشتبه بتهم تتعلق بالإرهاب بعلاقتهم بتنظيم القاعدة اتهم بعضهم بشن العشرات من "الهجمات الإرهابية" ضد السعودية، في حين كشفت منظمة حقوقية دولية أن الرياض تعتقل نحو 3000 شخص منذ سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب من دون توجيه تهم لهم أو منحهم حق الحصول على استشارة قانونية.

وتفصيلاً، أفادت تقارير إعلامية سعودية أن نحو 991 شخصاً ستتم محاكمتهم بتهم تتعلق بتنفيذ "أعمال إرهابية" في مناطق مختلفة من البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وتأتي هذه التقارير الإعلامية، إثر تقارير أخرى رسمية، ومنها تقرير في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007، حول تنفيذ السلطات الأمنية السعودية حملات دهم واعتقال أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 200 سعودياً وأجنبياً، وتضمنت تفكيك 6 "خلايا إرهابية" كانت تخطط لمهاجمة منشآت نفطية واغتيال رجال دين مسؤولين أمنيين، إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى البلاد.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السلطات السعودية اعتقال نحو 500 شخص مرتبطين بتنظيم القاعدة و"بهجمات إرهابية"، منها تنفيذ الهجوم على منشأة أبقيق النفطية.

وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، إن المعتقلين "لهم صلات مباشرة" بالخلايا وبتفجيرات وقعت خلال السنوات الخمس الأخيرة، بما فيها تفجير عام 2003 الذي استهدف متعاقدين أجانب في السعودية.

وقال التركي في تصريح لـCNN: "عندما يعتقل أحد أفراد خلية، فأنت ترغب في الاحتفاظ بهم إلى حين الحصول على اعتراف عن باقي أعضاء الخلية"، مشيراً إلى أن منفذي تفجيرات عام 2003 سيكونون أول من يتم تقديمهم للمحاكمة.

وأضاف التركي أن السلطات الأمنية تعتقد أنه تم اعتقال جميع الأعضاء الأحياء في الخلية التي نفذت التفجيرات.

وكان وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز، قوله إن السعودية تعرضت في الأعوام الأخيرة لحملة إرهابية منظمة ترتبط بأرباب الفتنة والفساد في الخارج وتستهدف المجتمع السعودي.

وأضاف أن القتلة المجرمين نفذوا "ما يزيد على 30 عملية داخل السعودية، شملت صنوف 'الحرابة' من تفجير واغتيال وخطف وترويع وما يرتبط بذلك من تهيئة وتدريب وتجهيز وتمويل كان في طليعتها انفجارات شرق الرياض الثلاثه ومجمع المحيا ومبنى الإدارة العامة للمرور ومقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة ومصفاة بقيق واغتيالات الخبر."

وأشار الوزير السعودي إلى أن السلطات الأمنية أحبطت ما يزيد على 160 عملية، وأن هذه العمليات أسفرت عن مقتل نحو 164 شخصاً بينهم، 74 عنصراً أمنياً، بالإضافة إلى إصابة نحو 1100 شخص آخرين، بينهم 657 رجل أمن.

أكثر من 3000 معتقل

من جانبها، قالت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومان رايتس ووتش" إن السعودية تعتقل منذ سنوات أكثر من 3000 شخص مشتبهين بالارتباط بالقاعدة أو "عمليات إرهابية" من دون توجيه تهم لهم أو منحهم حق الحصول على الاستشارة القانونية.

وقال كبير الباحثين في شؤون حقوق الإنسان بالسعودية، كريستوف ويلك إن بعض هؤلاء المعتقلين ليس لهم أي علاقة بالجماعات الإرهابية، أو قد تكون لهم علاقة بعيدة بها.

وقال في تصريح لـCNN: "لقد كنت، شخصياً، على اتصال بذوي بعض المتهمين المعتقلين.. وقالت زوجة أحدهم 'زوجي يعمل ممرضاً، وأحضر أحد الإرهابيين المطلوبين إلى المستشفى فقاموا باعتقاله هو أيضاً."

ونقل ويلك عن أخرى قولها إن ابنها "ذهب إلى بيت جار لنا ليقترض سكيناً، وبعد شهر وجدنا أنه ضمن لائحة المطلوبين."

وقال إنه لا يعرف ما إذا كان هؤلاء أبرياء أم لا، ولكن لا بد من الحصول على محاكمة علنية وعادلة لمعرفة الحقيقة.

وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" مازالت تبحث مع الحكومة السعودية إمكانية حضور وفد منها جلسات محاكمة 70 سعوديا متهمين بالعصيان المدني.

من جهتها قالت الصحف السعودية إن المحكمة العليا في المملكة أصدرت تقريرا تلخص فيه التهم الموجهة إلى المتهمين، الذي سيحصلون على محامين للدفاع عنهم، بينما سيرأس المحكمة عشرة من أبرز القضاة السعوديين، والذين سيقررون كذلك ما إذا كانت هذه المحاكمات ستكون سرية أو معلنة.

وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة "هيومان رايتس ووتش": "من أجل إتمام المحاكمة بشكل عادل، يجب أن تتم في العلن، حيث يجب أن يحضر هذه المحاكمة عدد من المراقبين المحايدين، خصوصا وأن لهذه المحاكمة أهمية إقليمية ودولية."

وكانت المنظمة الحقوقية قد بعثت برسالة خطية إلى وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، تطلب فيها الإذن بالدخول إلى البلاد وحضور المحاكمة.

المصدر:
CNN

نشرت في í 2008-10-22