منتديات زاخــو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا تخف ايها القطيع الصغير

اذهب الى الأسفل

njom لا تخف ايها القطيع الصغير

مُساهمة  Sanatiya الخميس أكتوبر 23, 2008 2:21 am



’’ لا تخف أيها القطيع الصغير،
لأنه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت ‘‘ (لو 12: 32 ) .

لا شيء كالثقة تعمر قلب الانسان بالأمل، وتدفع به الى النضال والعطاء ...
ان ثقتنا بالله هي القطب الممغنط الذي يجذب اليه أمانينا المشتتة
فينظمها ويطلقها شهادة للدنيا ضد المتشائمين من أبنائها .
ان ثقة بطرس بيسوع جعلته يسير على المياه،
كأنه ملاك من نور ينتقل فوق قطع صافية من السحاب... (متى 14: 28- 33)
ولكن الشك تسرب الى أعماق نفسه،
فاعتراه خوف بدا في تقلصات وجهه.. وبدأ يغرق ...
فأسرع يسوع إلى نجدته: ‘‘يا قليل الايمان، لماذا شككت’’ ؟...
ان ما يريد الله منا هو أن نثق به ثقة تامة
ثقة عمياء ، بنويّة لا حدود لها
ثقة ابراهيم الذي اخذ ابنه وحيده اسحق الى الذبح،
عندما طلب منه الله هذه التضحية... ( تك 22: 1- 18)
ان ما يريده الله منا ان نعلق نظرنا به،
رغم الضباب الذي يتلبد في أجوائنا، فيحجب عنا نور السماء ...
نخطىء كثيرا عندما نعتمد فقط على ذواتنا،
عندما نرفض أن نضع بين يديه قيادة زورقنا، قيادة نفسنا ...
يعتقد بعضهم أن الصلاة هي مرافعة ملحة تلزم الله أن يلبي رغباتنا ...
أو هي انذار مُعجّل التنفيذ نرغمه فيه على تحقيق مطالبنا وحاجاتنا ...
ليس الله بحاجة الى من يستعطفه ليوفر لنا السعادة...
فانه يوزعها بدون حساب على كل من يقترب منه، أو ينظر اليه ...
شرط أن لا ننصب أمامها المتاريس، متاريس الشك والتردد .

ذكرت احدى الصحف هذا الحادث :
شب حريق هائل في أحد المنازل، وانطلق اللهيب من كل موقع..
لهيب يرقص في النوافذ، يصفر في الجدران،
ثم يطير بشكل رهيب الى الجو.. والدخان يتربع مكان السماء ...
فوقف أفراد العائلة على الرصيف يبكون بيتهم الذي تلتهمه النيران..
وفجأة انتبه الأب الى أن أحد أولاده، وهو لا يتجاوز الخامسة من عمره،
لا يزال داخل البيت ..
فأخذ يدور حول المنزل لعله يجد منفذا يدخل منه وينقذ ابنه..
واذا بنافذة تفتح في الطابق العلوي، وبالولد يصيح طالبا النجدة..
فرآه أبوه وناداه: ارم بنفسك ..
فسمع الولد صوت ابيه دون ان يتمكن من رؤيته..
بابا، أنا لا أراك..
أنني أراك يا بني.. وهذا يكفي، فارم بنفسك .
ورمى الولد بنفسه.. فتلقاه أبوه بين ذراعيه ونجـا...

ان موقف هذا الطفل بين اللهب هو صورة المسيحي، كل مسيحي..
قد نسمع صوت الله يأتينا من وراء مضايقنا وهمومنا :
‘‘ ثق يا بني وألق بنفسك بين ذراعي ’’ .
فنجيب : ‘‘ اننا لا نراك، يا رب ’’.. ونظن ان الله يهملنا.
فأقـول : ‘‘ ان الله يراك وهذا يكفي، فارم بنفسك بين يديه ’’.
وأضيف : ‘‘ اننا بارتمائنا بين يدي الله’’ نقوم بأجمل صلاة تصدر عن قلب انسان،
فيفرح الله بنا.. بثقتنا به، ويستقبلنا فاتحا لنا ذراعيه:
‘‘ انني أراك وهذا يكفي، فألق بنفسك ’’..
لسنا بحاجة لأن نرى .

كلنا، على هذه الارض، نسير في سحابة سوداء :
سحابة في قلبنـا ،
سحابة في نفسنا ،
سحابة في ضميرنا.. من يدري ؟
ان الله يرانا من خلال هذه السحابة، وهذا هو المهم..
لن يتركنا لحظة وحدنا .. سيمسك بيدنا، ولو لم نشعر به
انه يرانا ، وهذا يكفي ،
لنرمي بأنفسنا بين يديه.. !


’’رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني
معونتي من عند الرب صانع السماء والارض
لا يدع رجـلك تزل ، لا ينعـس ولا ينـام
الــرب يحفظـك ، الــرب سـتر لـك
لا تؤذيك الشمس في النهار ولا القمر في الليل
يحفظك الرب من كل سوء، يحفظ الرب نفسك
يحفظ الرب ذهابك وايابك، من لآن والى الابد‘‘ (مز 121)


منقول
Sanatiya
Sanatiya
المدير العام
المدير العام

المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 17/10/2008
الموقع : السويد

https://melad.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى